Monday, August 18, 2008

الحالة الإقتصادية السبب السابع عشر

السبب السابع عشر


الحالة الإقتصادية

بصراحة يا جماعة نظرا للأزمة الإقتصادية الطاحنة التى نمر بها فمن يتزوج هذه الأيام يكون بطل!
فعلا بطل أصلها بحسبة بسيطة تجد إنها شبه مستحيلة!
يعنى الآن الشقة التى تصلح للسكن لا يقل ثمنها عن مائة و عشرون ألف جنيه و تستلمها طوب أحمر، طبعا علشان تدخل فيها مياه و كهرباء و تمحرها و تشطبها أظن تحتاج حوالى ستين ألف جنيه كمان. ده بالإضافة للعفش و الفرش و الأجهزة أي كانت التقسيمة كده كده العريس محتاج يشترى حاجات بحوالى ثلاثين ألف جنيه علشان الحاجة تكون معقولة فى المتوسط يعنى.
لو جمعنا دول يكون

120.000
60.000
30.000
=
210.000
مائتان و عشرة آلاف جنيه

طبعا ده غير المهر و الشبكة و مصاريف الفرح و الزفة و الفستان و البدلة و... ياه دى حاجات كثير قوى أظن الفرح لوحده يتكلف على الأقل خالص خمسة آلاف ده لو مصرفناش، و معرفش الشبكة و المهر الوقتى يعملوا كام؟ أسمع إن فيه ناس كتير طنشت الموضوع ده.

عموما من غير ما نحسب أظن إننا قربنا من إجمالى مائتى و خمسين ألف جنيه يعنى ربع مليون جنيه على فكرة أيام ما أنا اتجوزت كنا لم بنسمع الرقم ده بنتخض و نقول رووبع مليووون جنيييه يااااااااه. على فكرة أنا مش قديم قوى أنا متزوج من ثمان سنوات و بالمناسبة اليوم هو يوم زواجى، أقصد إننا لا نقارن بين أجيال بعيدة و لكن ممكن تقولوا إن أنا لسه فيه ناس من سنى متزوجين السنة دى يعنى نفس جيلى بس اختلاف توقيت بس بصراحة صرفوا مصاريف جامدة جدا.

أنا عايز أقول لكم شوية مقارانات ما بين الآن و من ثمان سنوات مضى
ممكن وقتها تجد شقة جيدة ثمنها حوالى خمسون ألف، الآن أصبح سعرها مائة و ستون ألف جنيه.
جرام الذهب كان بخمسة و ثلاثون جنيها و الآن بمائة و ثلاثون جنيها.
الجنيه الذهب كان بثلاثمائة و عشرون جنيها و الآن أصبح بألف و مائتان و خمسون

طبعا ده غير أسعار الحديد و الأسمنت التى لا يمكن مقارنتها و أجور العمال التى توحشت.

طيب لو الحمد لله الشاب عمل المعجزة و عرف يتزوج تفتكروا ممكن يعمل معجزة ثانية و يعرف يصرف على البيت؟ و معجزة ثالثة لما ينجب أطفال هل يستطيع الإنفاق عليهم؟

ربنا يقدره
أنا شخصيا مذهول من تدنى قيمة النقود فأصبحت فجأة الألف جنيه لا تساوى شئ و المأساة إن فيه أسر كثيرة دخولها لا تصل إلى خمسمائة جنيه لاحظوا أنا قلت أسر و ليس أفراد، يعنى لو أسرة مكونة من أربع أفراد يكون نصيب الفرد مائة و خمسة وعشرون جنيها طوال الشهر!
تفتكروا يعمل بيهم إيه؟ ياكل بيهم؟ مايكفوش! طيب يركب بيهم مواصلات؟ برضه ما يكفوش!
عارفين ممكن يشترى بيهم فى شهر بنزين و مرتب الشهر اللى بعده يشترى كبريت علشان فى الشهر الثالث يولع فى نفسه.

ما علينا سيبنا من الناس الغلابة قوى دول على أساس إن الدولة مش معترفة بوجود هذا القدر من المأساة خلينا نتكلم فى الناس الغلابة الأحسن شوية اللى كان اسمهم زمان الطبقة المتوسطة دول دخلهم الآن فى حدود ألفين جنيه على فكرة المبلغ ده حلو جدا لشاب بطوله يصرف منه و يروق على نفسه و يكون مبسوط قوى لكن لو وقعت واقعة الجواز هيتحسر على نفسه لإنه سيكتشف إن مالهمش لازمة. تفتكروا الشاب ده أصلا ممكن يشترى شقة و يشطبها؟ على الحساب بتاعنا هو محتاج مائة و سبعون شقة و تشطيب يعنى
170.000
÷
2.000ده المرتب كله
=
85 شهر
=
7.5 سنوات

كويس جدا يعنى الشاب ده ممكن يحوش ثمن الشقة فى خلال سبع سنوات و نصف يعنى لو اشتغل بعد تخرجه فورا يكون حوش المبلغ و عنده تسعة و عشرين سنة تقريبا، بس بشرط ما يصرفش و لا جنيه من مرتبه – كنت هأقول مليم و سحتوت و بعدين لقيت إن قيمتهم زمان أحسن من جنيه الآن فاتكسفت – يعيش محنط بدون أكل ولا شرب و يروح الشغل من غير ما يركب مواصلات لأنه لو عمل أى حاجة مش هيلحق يحوش فى سبع سنين و كمان و لا فى عشرين سنة و لا فى حياته كلها.

خدو بالكم على ما الشاب يحوش الفلوس كلها هتكون الأسعار اتغيرت تماما يعنى الفلوس اللى حوشها مالهاش لازمة.

أوعوا يا جماعة حد من الشباب يحبط فيه ناس كثير عملت المستحيل و اتجوزت.

طيب إيه الحلول؟
ممكن تعتمد على التمويل العقارى هيدوك الشقة أم مائة ألف بمتين ألف و يدفعوك قسط ألف و خمسمائة جنيه كل شهر. يعنى مرتبك بعد ما تشيل منه المواصلات و برضه مش هتاكل
أو ممكن تاخد إيجار جديد و تدفع ألف جنيه بس ممكن فى أى لحظة صاحب البيت يقول لك عاوز الشقة و يرمى لك العفش من البلكونة.
خلاص خذ إيجار قديم و ادفع لك قد خمسين ألف كده و عليهم خمسمائة جنيه كل شهر.

كلها حلول صعبة مش كده

واضح طبعا أنها أزمة عنيفة لا أستطيع أن أنكرها بس يا ترى عارفين أيام جدودنا كانوا بيعملوا إيه؟ كان كل شاب بيتجوز فى بييت أبوه و واحدة واحدة ربنا يكرمه و يكون له بيت خاص، طبعا وجود الناس فى مجموعات يقلل التكلفة على الفرد. كانت حلوة أوى فكرة بيت العيلة دى بس نفوس الناس الآن لا تتناسب مع هذا النظام و لكن من الناحية الإقتصادية موفر جدا لأنك ستجد عدد من الأسر داخل بيت العائلة كلهم مشتركون فى إيجار بيت واحد و فاتورة كهرباء واحدة و كذلك المياه و الغاز و التليفون و سيستخدمون موقدا واحدا لطهو طعام كل الأسرة و أى أعمال صيانة ستكون مقسمة على الأسرة. و هذا كله أيسر بكثير من أن يتحمل كل زوج على حدة جميع مصاريف شقة كاملة له وحده.

طيب إيه الحل؟
أول حاجة لازم نكون فاهمين إن كل واحد مسئول عن نفسه و ماحدش بيأكله غير إيده و من عرقه. و طبعا سيادة رئيس الوزراء قال لنا الحكومة مش بابا و ماما علشان تأكلكم، أنا بصراحة استغربت الكلمة دى و سألت نفسى هو من امتى و الحكومة بتأكل حد؟
ثانى حاجة لازم نجتهد لرفع كفائتنا و نسعى بجد من أجل الرزق موقنين أن الرزاق هو الله و لا أحد غيره و نتوكل على الله و لا نتكاسل ثم نشكو من ضيق العيش.
ثالثا يجب ألا نسرف حتى نستطيع الإدخار، فلا نضيع أموالنا فيما لا يفيد و ربما يضر فلا نهدر أموالنا على التدخين و المياه الغازية و اللهو ثم نشكو من عدم كفاية المال
رابعا أرجو من الأهالى أن يتقوا الله فى الشباب فلا يثقلوا كاهلهم بطلبات تمنع الزواج من فداحة تكاليفها، فلا يشترط أهل العروسة أن تكون الأرضيات باركيه أو بورسلين.
خامسا عدم النظر إلى ما عند الآخرين بل كل يسعى ثم يرضى برزقه

هذه حلول على مستوانا كأفراد من عامة الشعب أما الحلول على مستوى الدولة فنسأل الله أن يأتى بالفرج من عنده و لكن اعملوا فالله يرى أعمالكم.
قبل ما أمشى كنت عاوز أقول حاجة للبنات
قبل ما تقولى على عريسك بخيل إتأكدى أول من قدراته المادية فربما يكون كريم و لكنه عاجز عن إظهار كرمه لقلة دخله فالمهم أخلاقه و معاملاته و ليس ماله.