Saturday, December 8, 2007

الاختيار

كيف يختار كل طرف شريك حياته ؟

هى دى تعتبر أهم حاجة من البداية خالص
الاختيار و على أى أساس يكون

قبل ما نجاوب لازم ناخد بالنا من حاجة مهمة قبل الاختيار و يبنى عليها الاختيار!

قبل الاختيار لازم أول أحدد أنا مين؟
فيه حد مستغرب من كلامى ؟!

أيوة يا جماعة علشان أعرف أختار لازم أعرف نفسى كويس الأول علشان أختار ليها اللى يناسبها.
و كمان لازم أكون أنا كمان مناسب للطرف الآخر
و ده معناه إنى لازم أخلى نفسى بالشكل و المضمون اللى يتفق مع إختيارى. يعنى إيه؟

يعنى لو أنا عاوز حد روش لازم أكون روش
و لو عاوز حد مثقف لازم أكون مثقف
و لو عاوز حد يعرف ربنا لازم أكون أنا فى الأصل أعرف ربنا

وصلت؟
لو محتاجه توضيح أكثر قولوا لى

إذا فى البداية يجب أن أكون مناسبا لمن سيقع عليه اختيارى حتى يكون ذلك حافذا له لكى أكون أنا أيضا إختياره. نعم يجب أن تتوافر لدى المقومات التى تشجع الطرف الآخر على اختيارى فلا يصح مثلا أن أكون مبهدل فى شكلى و أطلب الارتباط بإنسانة شيك فى لبسها طبيعى إنها مش هتبصلى من أساسه.
ما حدش يقول إن الجزء ده هايف. مبدأ لازم تحطه قدامك
ما تقلش على حاجة دى هايفه. ليه؟
لسببين:
الأول إن الهايف من وجهة نظرك ممطن يكون مهم من وجهة نظر الطرف الآخر
الثانى إن تراكم الحاجات الهايفة ممكن يعمل جبل كبير يعوق أى مشاعر طيبة أن تصل

نكمل موضوعنا
كما قلنا يجب أن تتخذ أنت الصفات المحببة إليك لتكون هى صفاتك أولا أو على الأقل تكون قريب منها حتى تغرى الطرف الآخر بما أغراك هو

إذا تحقق هذا أنا كل واح من الطرفين أصبح لديه الشعور بأنه اختار الآخر فهنا سوف يبدأ التناغم و هنيئا لهما و ستبدأ أحلى مقطوعة فى حياتهما.

لاحظوا يا جماعة إن هذا الاختيار ستترتب عليه باقى حياتك

طيب نبدأ بقى فى كيف نختار
طبعا علشان تختار حد كويس لازم تكون إنت كويس

يعنى إيه كويس يعنى مناسب لى أنا. لا أستطيع شرح معنى كويس لأن معناها يختلف باختلاف الأشخاص و المجتمعات و الثقافات
إعلم أنك شخص مستقل و متفرد و أنك لا تماثل أحد فما يناسبك قد لا يناسب الآخرين و ما يناسب الآخرين قد لا يناسبك. لهذا وجب عليك أن تكون مستقل فى إختيارك و متخليش حد يختار لك. هذا الكلام لا يعنى ألا تستشير الناس بل يجب عليك استشارتهم حتى تجمع آراءهم و تخلص منها إلى ما ينفعك.

طيب إيه الأسس اللى نختار عليها؟

طبعا هناك أشياء لا خلاف عليها



أولها الدين
و لا أعنى بالدين إنه يكون بيصلى و بيصوم، لا، أساسا من يحافظ على الأركان الخمسة قد أتى بالحد الأدنى من الدين الحد الذى لا يقبل منه أقل منه و لكن المقصود بأن يكون على دين أنه موقن حقا بوجود الله و بالجنة و النار و الحساب و أن يتقى الله فى كل ما يعمل و لا يكتسب رزقا من حرام
نعم فالرجل المتدين إذا أحب زوجته أكرمها و إن كرهها لم يهنها
و المرأة المتدينة تحفظ زوجها عند غيابه فى ماله و بيته و عرضه تحفظه فى نفسها

الزوج أو الزوجة الذين يتقون الله يعلمون أنهم راع و أنهم مسئولون عن رعيتهم و يخشون حساب الله على حق من يرعون.

و لهذا تجد من يتقى الله يبحث و يتعلم حتى يعرف ما يرضى الله فيفعله و يعلم ما يغضب الله فينتهى عنه
نعم ما أجمل هذا إنسان يحاسب نفسه قبل أن يحاسب فهل يقع من هذا الإنسان ظلم على من يشاركه حياته؟ و إن وقع سهوا فسوف يرفع ظلمه فورا و لن يتمادى فيه فهو يعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة أعاذنا الله جميعا من هذا.




ثانيا الخلق (بضم الخاء)
الخلق و الدين مرتبطان ببعضهما البعض فإذا حسنت أحد هاتين الصفتين حسنت الأخرى. و الدين يحث على حسن الخلق و ينهى عن الرذائل، فكما نعلم أن الدين ينهى عن السب و الغيبة و النميمة أو أى عمل قد يؤذى شعور الأخرين و كذلك ينهى عن رفع بيت أو جدار قد يحجب الشمس و الهواء عن الجار و ينهى عن تتبع العورات.
و فى الجهة الأخرى يدعو و يأمر بالتبسم فى وجه الآخرين و حسن معاملتهم و أن تنادى الناس بأحب الأسماء إليهم و أن تخالق الناس بخلق حسن و الكثير و الكثير من صفات الخلق الطيب. لهذا من الصعب أن يظل إنسانا سئ الخلق و هو يعرف دينه.

إذا فالأخلاق مهمة فى الزواج لأن الزوج (رجلا أو امرأة) لن يأتى بتصرفات مكروهة بل لن نرى منه إلا كل طيب. فلن نجد سبابا أو ضربا فى بيت حسن خلق من فيه مهما حدث بينهم من مشاكل، بل إن حسن خلق كل منهم سيكون كفيلا بإذابة أى خلاف قد يحدث، و أن المعاملة الحسنة ستنهى المشاكل بدون عناء البحث عن حل. صدقونى.

يعنى على سبيل المثال إذا وجد أحد الزوجين تصرفا ما يزعجه من الطرف الآخر فغضب و رفع صوته بطريق غير لائقة، قد يحدث هذا فى لحظة إنفعال، فوجد الطرف الآخر قد أمسك عن الرد و لان أمامه و رد عليه بالحسنى معربا عن رغبته فى إزالة الضيق، ماذا سيحدث؟
أعتقد أن المشكلة هكذا انتهت
و سيلوم الزوج نفسه على رفع صوته و إسائته للآخر، و سيقول ما كان يستحق الأمر كل هذا الغضب. و فى بعض الأحيان سيفكر كيف يعوض و يراضى شريك حياته حت يمسح ما قد يكون فى نفسه من ضيق. يمحوه أول بأول كى لا يتركه يتراكم.

عموما القول و الفعل الحسن يرقق القلوب. أما إساءة القول و الفعل توغر الصدور و تقلل رصيد الحب.




ثالثا التوافق الاجتماعى

يفضل طبعا الاختيار من مجتمعات متقاربة ليس فى العلو و الدنو بل فى أسلوب الحياة.
فالمجتمعات الملتزمة لا تتوافق مع المجتمعات المتحررة.
و المجتمعات المهتمة بالثقافة لا تتوافق مع المجتمعات البعيدة عن الفكر.
و المجتمعات القريبة من السلطة و النفوذ لا تتوافق مع البعيدين عنها.
لا يجب أن نصف مجتمع بأنه أقل من غيره و لكن لكل أسلوب حياته.

فمثلا فى المجتمعات الشعبية ترى أن العناق المتكرر و التقبيل يعد تعبيرا عن الحب و الود بين أفراد المجتمع، و فى نفس الوقت يعتبر زائد عن الحد و منفر فى طبقات مجتمعية أخرى.
و هكذا ستجد المستحسن هنا يساء تقديره هناك.
فالحرص فى المال قد يفسر شحا و بخلا.
و التحرر قد يسمى انفلاتا.
و الالتزام قد يسمى رجعية.
و الاهتمام بالآخرين قد يسمى تدخلا فى شؤنهم.
و الحرص على عدم إزعاج الناس بكثرة الكلام يفسر تكبرا.
و أيضا المظهر البدنى ففى طبقة الصنايعية يفخرون بخشونة أيديهم، و نفس الصفة تعتبر غير لائقة بالطبيب
!
و إلخ إلخ

يحضرنى هنا مسلسل تامر و شوقية و الإبراز الكوميدى للفوارق الإجتماعية فى كل شئ هذا العمل الفنى معمول بذكاء و على الرغم من قصر مدة حلقاته إلا أنها مركزة و تحتاج إلى تركيز فى متابعتها.
بداية من الإسم تامر ينم عن بيئة تميل إلى الرقة و شوقية تتنافى مع ذلك تماما حتى أنهم فى بعض الحلقات أظهروا سخرية مجتمع شوقية من إسم تامر، كذلك أظهروا أن رفع الصوت من علمات القوة فى حين أنه يعد همجية فى مجتمع تامر.

فهمتم قصدى؟
نعم اختلاف الإسلوب و المفاهيم. المحمود هنا مكروه هناك.


و سنكمل باقى الصفات فى المرة القادمة إن شاء الله

2 comments:

jehan said...

د/كافى مقالك اتفق معك فى كل حاجة قلتها ومستنية البوستات التانية

Dr. Kafy said...

شكرا يا جيهان
أنا توقفت بسبب مشكلة التدقيق فى الأحاديث و ان شاء الله أكمل بعد العيد