Thursday, January 3, 2008

الاختيار 2

نعود لموضوع الإختيار مرة أخرى و نستكمل باقى النقاط

رابعا التوافق الثقافى

و هذا يختلف عن التوافق الاجتماعى من حيث الفكر و العقل و الثقافة، حيث يجب أن يكون هناك نوع من التقارب الفكرى و الاتفاق الثقافى بين الزوجين حتى يتوفر مناخ مناسب لنمو الحوار و التفاهم بين الزوجين و المشاركة فى المواضيع ذات الهتمام المشترك.
أما فى حالة فقدان التوافق الثقافى فربما يستحيل الحوار الهادئ و غالبا لا توجد مواضيع نقاش ممتعة بين الزوجين، و ربما يخيم الصمت على البيت و يبدأ نوع من التباعد الغير معلن و لكن تكون علامات التباعد واضحة و تزداد مع الزمن. و أحيانا تجد أى نوع من بدأ الحوار فى أى موضوع ينقلب إلى مشاجرة و تبادل إتهامات بين الطرفين من نوعية
انت مش فاهمة حاجة
انت أصلك بتحب تتفلسف
أصلك مش دريان بالدنيا
أنت مش حاسس بينا
لا ده انت اللى جاهلة
و أشياء من هذا القبيل مما يجعل العلاقة بين الزوجين تتحول إلى تربص الفرص للأخذ بالثأر و تصيد الأخطاء لتوجيه الاتهامات. و تصبح حياة عجيبة فعلا.

على فكرة أنا شفت فى جيل الآباء الكثير من حالات الانفصال الواقعى الغير رسمى، غير رسمى لأنهم لم يطلقوا و مستمرين فى العيش فى نفس البيت، و لكن واقع حالهم هو ان كل واحد فى حاله.
فرأيت مثلا فى البيوت الواسعة التى يعيش فيها زوجان مسنان وحدهما بعد أن تزوج أبنائهم تجد لكل منهما غرفة نوم منفصلة و له خط تليفون خاص به و كذلك الحمام و التليفزيون و الدش و الثلاجة، يعنى ممكن تحدث علاقة فى حالة لو واحد منهم نزل السوق يجيب للآخر شوية طلبات و خلاص على كده.
و فى حالة عدم توفر بيت واسع نجد فى الحالات الأخرى أن كل واحد يعيش حياته و يومه بطريقته الخاصة بدون أى نوع من أنواع المشاركة على الرغم من تواجدهم فى نفس الغرفة و استخدامهم لنفس الأشياء، يعنى مثلا تلاقى كل واحد له برامج التلفزيون اللى بيحبها يتفرج عليها بمفرده و الآخر ينشغل فى أى شئ مختلف حتى يأتى ميعاد برنامجه فيحدث تبادل لأماكن المشاهدة، و تشعر أن الزوجين فى حالة نفور و كلا منهما يتفادى الآخر.

تصيبنى الدهشة من هذه المشاهد أبعد كل هذه العشرة يتنافر الطرفان؟ أين المودة و الرحمة؟
بل أين الحب؟
من الواضح أن بذور الخير لم تبذر من الأصل و لم تزرع و لم تروى فأصبحت أرض الزواج بعد كل هذه السنين صحراء جرداء لا يوجد فيها ما يروى ظمأ الوحدة.



خامسا الأسرة

يجب التدقيق فى عملية التعرف على أسرة العريس أو العروسة و يا ريت ما حدش يرد و يقول أن هتجوزها هيه أو هتجوزه هوه و ماليش دعوه بأهله، طبعا كلام فارغ الأهل يحيطون بنا فكيف نقول ماليش دعوه بيهم؟ كما أنه لا يصح إفتراض الزواج بالفرد على أنه نافى للارتباط بأهل الزوج لأن هذا هو النسب و النسب يكون مع عائلة و ليس فرد، لهذا يجب أن يكون هذا النسب مشرفا.

و بما أننا نسعى لتربية أبنائنا أفضل تربية فيجب أن نتخير لهم أهلهم فالأجداد و الأعمام و العمات و الأخوال و الخالاات و ابنائهم كلهم يصيغون أخلاق و شخصية أبنائنا, فالتربية ليست بالأمر و النهى فقط بل أيضا بالتباع و التقليد، فالطفل يولد خاويا لا يعلم شيئا ثم يتشكل حسب الوسط المحيط به. كما أنه من حق أبنائنا علينا أن يفتخروا بأهلهم و ألا يشعروا بالحرج من ذكر أهلهم بالسوء كأن يكون العم لصا أو الخال تاجر مخدرات.



سادسا القبول و الارتياح

هذا الأمر شخصى بحت و لا يستطيع تحديده إلا الشخص نفسه.
و المشورة و النصيحة لا يفيدان كثيا فى هذه النقطة. فلكل منا رأيه و ذوقه و نظرته و عاطفته الخاصة، فما يعجب أحنا قد لا يعجب الآخر و لا يحق لأحد انتقاد ذوق الآخر مادام لم يعجب بمنكر.

تجد الكثير من الشباب يقولون أنا عايز أتجوز واحدة جميلة جدا، و يستند إلى آراء الآخرين و هذا خطأ لأن المفضل لدى الآخرين قد لا يعجب هذا الشاب. و من حق كل منا أن ينعم فى بيته بشريك حياته، و كيف يكون هذا إلا بما يوافق نظرتى.

نصيحتى لا تبحث عن بارعة الجمال التى يرشحها الآخرون و لكن ابحث عن من تشعر أنت بالارتياح لشخصها و جمالها و كذلك أوجه نصحى للفتيات اختارى الشاب الذى يتفق مع هواك أنت و ليس مع هوى الأخريات.

للأسف بعض الشباب و الفتيات يكون هدفه الفوز بمن يتهافت عليه الناس حتى يقال عنه أو عنها أنه فاز بمن تنافس عليها الآخرون و لم يستطع أحد غيره الفوز بها. طبعا إذا كان هذا هو الهدف فقد أخطا لأنه لم يحقق لنفسه الراحة بالشريك الذى يرضاه هو بل اختار ما يعجب الناس.

الأفضل أن يكون الشريك ذو طباع مقبولة و شكل مريح لشريكه حتى تستمر الحياة بشكل طيب، و حتى لا يحدث نفور فى يوم من الأيام.

No comments: