Tuesday, January 29, 2008

فقدان الثقة أول أسباب العنوسة

أولا
فقدان الثقة

يعد هذا السبب هو السبب الأول و الرئيسى فى أسباب العنوسة
نعم فالزواج مبنى على الثقة فإن فقدت الثقة هدم الزواج.
و للأسف فإن هذا السبب غالبا يأخذ الشكل الآتى: فقدان الثقة فى الفتيات

فقدان الثقة فى الفتيات مشكلة كبيرة ففتاة اليوم هى زوجة الغد هى أم المستقبل و الزوجة هى التى تحمل شرف الزوج و سمعة الأسرة فشرف الرجل أمانة تحملها الزوجة و الشرف من القيم العالية و الغالية فى مجتمعاتنا العربية و خاصة الإسلامية و من تحمل هذه الأمانة تعلو مكانتاها و تزداد شرفا لنفسها و لأهلها و لأسرتها.

فكيف يدع الرجل شرفه فى يد غير موثوق فيها و مشكوك فى أمانتها؟

قضية الشرف من القضايا الهامة و الشائكة و بسببها تحدث الكثير من المشاكل و تتسبب فى انهيار أسر و تتسبب فى جرائم قتل و تسبب العار و تدمر المجتمعات. و قد يصل الأمر إلى الحروب. هل تذكرون ما حدث ليهود المدينة المنورة بعد أن كشف يهودى عورة امرأة مسلمة؟ لقد أعلن رسول الله الحرب عليهم و طردهم من المدينة. أيضا هل تذكرون المرأة المسلمة التى أهانها جندى رومى؟ فنادت وا معتصماه فسير المعتصم جيشا جرارا لمحاربة الروم. هكذا كانت الأمة و قتما كانت أمة الرجال.

و أذكر لكم أمر آخر مرتبط بالملك المظفر سيف الدين قطز حاكم مصر و بطل عين جالوت التى قضى فيها على المغول.
و اسمه الأصلى الأمير محمود بن ممدود من الدولة الخوارزمية. فى بداية قصته حينما كان صغيرا كانت بداية غارات التتار و كانت جيوشهم تدمر كل المدن و القرى فى طريقها حتى وصلوا إلى بلاده و كان خاله جلال الدين هو ملك البلاد وقتها و انتصر على التتار فى بداية الأمر و لكن ضعف جيشه و علم أنه مهزوم فخاف على نساء أسرته المالكة من السبى و الوقوع فى يد التتار.
غار على شرفه و لم يرضى للشريفات الحرائر أن يقعوا فى ذل السبى و الأسر فهل تعلمون ما فعل؟
قتل هو النساء من أسرته حتى لا يقعوا فى الأسر. أرأيتم لأى درجة يفعل الشرف؟

لا أقصد سرد قصص تاريخية و لكن تاريخنا هو مستقبلنا و تاريخنا يحمل لنا العزة و لهذا يجتهد أعداؤنا فى محو تاريخنا و بالتالى محو عزتنا.

لمن يستغربون فعل الملك جلال الدين أقول ألا تعلمون أن هناك من النساء من يقتلن أنفسهن إن واجهن جريمة هتك أعراضهن؟

و كذلك هل سمعتم المثل القائل اللى اختشوا ماتوا؟ هل تعرفون مصدره و قصته؟ شب حريق فى حمام شعبى للنساء فمنهن من هربن إلى الشارع عرايا و منهن من آثرن الموت على فضح عوراتهن و اختشوا من الخروج عرايا فماتوا محترقات.

نعم عند الكثير من الناس الموت أهون من العار و الشرف أهم من الحياة.

و هل تعلمون أن من قتل دون عرضه فهو شهيد؟

هكذا قضية الشرف. الشرف الذى كان يباهى به الناس فيما مضى. الشرف الذى كان يكفى المرأ أنه لا يملك غيره فإذا فقده مات. كان يصبر على الفقر و الجوع و المرض و حتى الظلم لكن لا يصبر على ضياع شرفه.

هكذا الشرف كان و سيظل حتى و لو أنكر الفاحشون منا ذلك و حتى لو أنكر علينا الكارهون من الأمم الأخرى ذلك. فلا أمة بلا شرف.

و هذا ما ورثناه فى عقولنا و نفوسنا و حتى جيناتنا الوراثية فهو فى عروقنا و دمنا. حتى و لو تظاهر بعضنا بغير ذلك فهو لن يغير ما بداخله. ألا ترون الشاب يشجع صديقته على التحرر فإذا فكر فى الزواج بحث عن المتحفظة الملتزمة؟ ألا ترون نفس الشاب يقمع أخته و يمنعها من التحرر الذى يدعو له صديقته؟ ألم ترون قادة دعوة التحرر إذا ماعلم عن ابنته ما يمس شرفها قد يصاب بالشلل.
إذا نحن مجتمع يتظاهر بعدم الاهتمام بالشرف فقط يتظاهر. و لكن بداخلنا بركان يسمى الشرف حتى لو لم نكن نعلم. الحرب الداخلية فى كل منا بين الاستسلام للمظاهر الدخيلة على مجتمعنا و بين المبادئ الأصيلة التى نحاول كبتها فلا تطاوعنا أنفسنا.
و يكون الحل إما الهرب من المشكلة و الصراع بالعزوف عن الزواج. أو بمجاراة الكذبة و اتباع التحرر ثم الوقوع فى الأمراض النفسية.

لهذا كله فإن بغية الشاب و هدفه الحقيقى هو زوجة موثوق فيها. الثقة تولد الاطمئنان و من ثم الاستقرار و من ثم زواج ناجح مستمر.

تحدثنا عن أهمية الشرف فما الذى أفقدنا الثقة فى الفتيات؟ و ما الذى نما شجرة الشك فى نفوسنا؟

كل هذا سببه الاستجابة للدعوة الماجنة التى كرس لها الإعلام جهده فكان ممن يقال فيهم أنهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين الذين آمنوا.

سأذكر لكم مشاهد رأيتها بنفسى و لكم أن تحكموا

بعد تخرجى دعانى أصدقاء لى يعملون فى إحدى الكليات للذهاب فى رحلة خاصة بطلبة الكلية. و عند موعد التجمع لاحظت أن كلة فتاة ذاهبة إلى الرحلة برفقة شاب زميل لها. قد يقول البعض أنها هذا عادى. كذلك رأيت أبا يوصل ابنته و أخذوا يبحثون عن زميلها حتى وجدوه فذهب الأب الفاضل للتعرف عليه و سمعته يقول إن ابنته تذكره كثيرا و أنه لم يوافق على ذهابها إلى الرحلة إلا لما علم بأن هذا الزميل سيرافقها!
و نعم الأب
طبعا صدمت
من هذا الشاب الذى أودعته ابنتك؟ فأنت لا تعرفه و واضح أنها أول مرة تراه فيها. و يا فرحتى على العكس بدلا من أن يرفض الأب مرافقة ابنته له وافق الأب على الرحلة لأن هذا الشاب فيها.


بعد هذا بسنوات صدمت صدمة أخرى عندما ذهبت أنا و أسرتى إلى إحدى مدن الملاهى الكبرى و كان هذا اليوم ملئ برحلات الكليات. و يالا الحسرة فقد فجعت فى كل الفتيات حتى المحجبات و المختمرات فهم يتعاملون مع زملائهم فى الكلية كما لو كانوا محارمهم بل أكثر. فحتى المحارم وضعت قيود للتعامل معهم كما أن الحياء يحد من الإسراف مع المحارم.
لكن مع الزملاء فلم أرى حدودا و لا قيودا و لا حياءا.
صراحة عذرت الشباب فى شكهم العنيف فى البنات و خوفهم من الارتباط بهؤلاء. و ماذا سيفعلون إذا كان الجيل معظمه بهذا الشكل.

أرجو من الفتيات المحترمات عدم الغضب من كلامى فأنا واثق من وجودهن و أعرف منهن الكثيرات و هن سبب بقاء الخير فى مجتمعنا.

أيضا مما روى لى أن شاب سأل صديقته ألا تخافين عند الخطوبة أن يعلم العريس أن لك أصدقاء؟ فقالت و من أين له أن يعلم؟ أنا ألتقى بأصدقائى فى أماكن بعيدة عن بيتى و عن أقاربى.

و هناك الكثير و الكثير مما لا يتسع المجال لذكره و لكن أدعوا بالرحمة للأجيال الجديدة.

و مما زاد الطين بله عمليات الترقيع لأ و الظريف إن بعض علماء الدين أجازوها.
يا خيبتى القوية
معلش آسف بس الموضوع يحرق الدم
أصل كده الشك يزيد و يخلى البنت تعمل كل اللى نفسها فيه و ساعة الجواز تروح تعمل العملية و خلاص المشكلة انتهت.
بس المصيبة إن اللى فيه داء ما بيبطلوش يعنى الست هانم هتواصل نشاطها بعد الجواز و جوزها بقى حر يركب اريال يركب دش و ريسيفر هو و إمكانياته بقى.

الله يخرب بيوتهم يا أخى اللى بيدعوا للتحرر الجنسى فى بلادنا. هل تعلمون أن أمريكا الآن بدأت تدعوا للحد من الحرية الجنسية؟ نعم فقد وجدوا مشاكل كثيرة مرتبطة بهذه الحرية الجنسية و وجدوا أن الحل يكمن فى تحديدها.

بعد هذا كله بالله عليكم كيف يكون هناك ثقة؟

بالمناسبة عندى سؤال
هو كده شرف البنت مرتبط بغشاء البكارة فقط؟
أظن أنه لم يعد دليل و لا يمت للموضوع بصلة و لكن شرف البنت مرتبط بسلوكها و مظهرها.

كفاية أنا تعبت من الكلام فى الموضوع ده بس مضطر أقول إن فقدان الثقة أيضا قد يكون ضد الرجل أيضا فنحن أصبحنا نعيش فى مجتمع لا يعرف فيه أحدنا الآخر مما أدى إلى الشك فى الجميع. فين أيام زمان لما كنت تجد أهل البلد الواحدة معروفين نفر نفر بالواحد و بالإسم و ممكن لو سألت عليه أى واحد فى بلده ممكن يحكى لك كل تفاصيل حياته من ساعة ما اتولد لحد اللحظة اللى انت فيها.
زمان كان الناس بيكونوا على دراية بتحركات بعض مما كان يقلل فرص الأنحراف.

أيضا التفكك و التباعد الأسرى أدى لانتشار الرذيلة ففى أيامى كان الواحد منا يخشى أن يراه خاله أو عمه لأنه مش هيسكتله أما الآن لو حاول العم التدخل قد يتعرض للإهانة من الشاب و العتاب من أهل الشاب. حاجة عجيبة مش كده؟

كذلك فقدان الأباء للرجولة و نقص الغيرة و الحمية فى دمائهم.

كل ذلك أدى إلى فقدان الثقة و أكثر من هذا أكيد أنتم على علم به

يا رب ارحمنا
يا رب أعد الحياء إلى بناتنا
يا رب أعد الرجولة إلى الأباء
يا رب أعد لنا أخلاقنا
يا رب بدل حالنا إلى أحسن حال

يا رب نعلم أنك لا تغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و لكن لا حول و لا قوة لنا إلا بك فيا رب أعنا على أن نغير ما بأنفسنا و غير حالنا إلى أحسن حال.

يا رب بك نستعين و لا حول و لا قوة إلا بك
اللهم أعنا و اغفر لنا و ارحمنا

يا رب استجب

آمين

2 comments:

أحمد منتصر said...

مقالة إسلامية حلوة يا دكتور

بس كبر الخط شوية

Dr. Kafy said...

شكرا يا أحمد منتصر باشا

بس بالنسبة للخط أنا مش عارف اتحكم فيه يزهر المتصفح بتاعى فيه مشكلة علشان خيارات الخط لا تظهر كاملة مما يعوقنى عن التحكم بشكل المقالة