Saturday, March 22, 2008

إشمعنى تاسع أسباب العنوسة

السبب التاسع

إشمعنى : و النظر للغير و التقليد الأعمى

هنا يا سادة يا كرام نتحدث عن مرض خطير فى المجتمع و للأسف أنه ينتج من ضعف النفوس و السطحية الشديدة. فتجد الناس ينظرون إلى بعضهم البعض و كل شخص يتمنى لو أخذ ما عند الآخر، كل شخص يرى نفسه يستحق أكثر من الآخر ظنا منه أنه الأفضل!
فتجد الفتاة عندما تعلم أن صديقتها تمت خطبتها تقول اسمعنى هى تتخطب قبل منى؟ هى يعنى أحلى منى؟
و إذا تقدم للفتاة عريس بعد ذلك كل ما تفعله هو المقارنة بينه و بين عريس الأخرى متمنية أن يكون متفوقا عليه فى نفس المميزات، يعنى لو كان الآخر غنى يبقى لازم عريسها يكون أغنى منه و لو كان وسيم يبقى عريسها لازم يكون أوسم منه، و تتجاهل تماما باقى صفات عريسها التى امتاز بها دون الآخر فقد يكون لدى عريسها صفات تخصه هو و ليست موجودة فى عريس صديقتها مثل أن يكون قادرا على تحمل المسئولية، أو يمتاز بالشهامة. نعم قد يتمتع بصفات يفتقر إليها غيره و لكن للأسف لا ترى الفتاة إلا صفات عريس صديقتها و تعمى عينها عن المميزات الرائعة التى تميز عريسها.

ماذا يحدث فى هذه الحالة؟
كثيرا ما ترفض الفتاة الارتباط بهذا الشاب الشهم النبيل و تبحث عن آخر يكون أغنى من عريس صديقتها.
كذلك لو كان عريس صديقتها وسيما تبحث عن الأوسم
و لو كان طبيبا تبحث هى عن طبيب أيضا

لماذا؟
لأنها ترى نفسها ليست أقل من صديقتها حتى تقبل بعريس أقل.
مع أن مجرد التفكير بهذه الطريقة دليل على شعورها بأنها الأقل و دليل على أنها لا تعرف لنفسها قيمة و الدليل أنها لا تستطيع تحديد رغباتها الخاصة فهى فقط ترغب فيما لدى صديقتها.

و لو دققت النظر فستجد مثل هذه الفتاة لا تنظر إلى عريس صديقتها فقط بل ستجدها دائما منشغلة بالتفوق على صديقتها فتشترى ثيابا أغلى من صديقتها و ذهبا أغلى و إذا ذهبت صديقتها لشراء شيء تهواه إشترته هذه الفتاة لا لأنها تهواه بل لمجرد ألا تشعر أن صديقتها استطاعت أن تملك شئ لا تملكه هى.

و إذا حصلت الموافقة على عريس و بدأ الاتفاق تجد الكلام الذى لا يليق و للأسف أنه يتكرر فى كثير من البيوت مثل:
على فكرة دى بنت خالتها خدت مهر كذا و هى مش أقل من بنت خالتها.
دى أختها جالها شبكة بكذا و هى مش أقل من أختها.

و الكثير من هذا الكلام تجده يتكرر بالنسبة للشقة و موقعها و مساحتها و التجهيزات و الأثاث و كل ما تعرفونه و ليس لشئ إلا علشان فلانة كانت شقتها كذا و كذا و كذا.

طبعا يا جماعة اللى أنا بأقوله إنتم كلكم عارفينه يا إما حصل معاكم شخصيا أو حصل مع حد تعرفوه، مش كده برضه؟

أكيد فيه حالات جواز كثيرة تفشل بسبب إشمعنى و بسبب الطلبات التى لا مبرر لها إلا كلمة أصل إحنا مش أقل منهم، طبعا بعد كده لما الخطوبة تبوظ و اللى بعدها تفشل و البنت تفضل فى بيت أبوها هيعرفوا إنهم ما عرفوش يكونوا أحسن مع إنهم ممكن كانوا يبقوا احسن فعلا. كيف؟

بمنتهى البساطة دققى النظر فى عريسك أنت و لا تقارنيه بأحد و أكرر لا تقارنيه بغيره، ثم انظرى هل صفاته تناسبك أنت ؟ أنت و ليس صديقتك لأن أكيد ما يناسبك لا يناسب غيرك. تعرفى كذلك لمميزات عريسك التى قد ينفرد بها و فى هذه الحالة سيكون لديك عريس تفتخرين به و لن تجدى له منافس.

سأضرب سؤالا على سبيل المثال
ماذا لو أن عريسك عالما بارعا فى أحد فروع العلم المتخصصة الدقيقة التى وضعته فى مكانة خاصة و كذلك ليس فقيرا و لكن عريس صديقتك صاحب محلات و له أموال طائلة و أسكنها فى فيلا فخمة و نفقاتهم اليومية تفوق دخل زوجك الشهرى؟ أيهما أفضل؟
الإجابة الصحيحة هى عدم تفضيل أحدهم على الآخر على أساس ما ذكرناه فقط، فنجد أن كل واحد منهما قد تفوق فى مجال لا يستطيع الآخر منافسته فيه. إذا كل واحدة فازت بشخص ممتاز. و لكن يبقى مالا نعرفه عنهما هما الإثنين و هو حسن العشرة و الأخلاق و المعاملة و الصفات التى يتم بناء البيت عليها و كلها أشياء داخلية خاصة بالأسرة لا يوجد فيها إشمعنى و الحمد لله.


لا يستثنى الشباب أنفسهم من هذه النقطة فهناك للأسف بعض الشباب أيضا ينظر إلى غنى خطيبة صديقة فيبحث عن من هى أغنى و منهم من ينظر إلى الجمال فيبحث عن من يقول عنها صديقه أنها أجمل و ركزوا فى الجملة الأخيرة فموضوع الجمال نسبى تماما فالجميلة من وجهة نظرك قد لا تكون كذلك من وجهة نظر صديقك، فلا تستعين برأى صديقك فى موضوع الجمال هذا، إبحث عمن تعجبك أنت.

فى النهاية و الكلام للجميع
تأكدوا من توافر صفات الصلاح فى شريك الحياة التى توفر السعادة و لا تشغلوا أنفسكم بالمقارنة بالآخرين التى تسبب أعباءا نفسية لا داعى لها.

No comments: