Monday, February 4, 2008

فقدان الهوية ثالث أسباب العنوسة

السبب الثالث
فقدان الهوية

مرض خطير أصاب مجتمعنا فى الحاضر و يتفاقم هذا المرض مع الزمن ألا و هو فقدان الهوية نحن لا نعلم من نحن.
العجيب أن كل الأمم تعتز بهويتها إلا أمتنا
يظهر هذا فى النقاط التالية



أولا
اللغة

وضعتها أولا لظهورها و تفشيها.
أصبحنا نتباهى بأننا نتكلم بلغات أجنبية فيما بيننا و ننظر لمن يتكلمون العربية على أنهم أقل مستوى. بل و البعض يفتخر أنه لا يجيد اللغة العربية حيث أنه يظن اللغة العربية أقل فى المستوى.
فى حين أننا نعلم أن الأوروبيين و الأمريكان لا يتكلمون إلا لغتهم حتى و لو كانوا يجيدون غيرها.
و كذلك حدث الآتى
أصبحنا نفضل مدارس اللغات الأجنبية على العربية
نفضل خريجى اللغات على خريجى العربى
الوظائف الأفضل للحاصلين على تعليم أجنبى حتى و لو لم تكن الوظيفة تتطلب لغة
حتى الجامعات أصبحت المصرية منها أقل مرتبة عن غير المصرية

اللغة العربية هى لغتنا و الدليل على أنها الأفضل أن الله تعالى عز شأنه و هو العليم اختار اللغة العربية لكلامه و كتابه العزيز القرآن الكريم. و لمن لا يعلم القرآن هو الكتاب الوحيد المنزل من عند الله نصا و حرفا فهو كلام الله. أما الكتب السماوية الأخرى نعم نزلت من عند الله و لكن النص صاغه البشر حسب فهمهم. و لمن أراد التأكد البحث فليس هذا مجال الشرح.



ثانيا
الدين

مكانه بالطبع الأول و هو الأهم و لكن وضعته ثانيا لأن الناس تغض البصر عن ما يتعلق بالدين و قد يكون وضعه أولا صادما للبعض.

الذى ميز الأمم الأخرى عنا و جعلهم يفوقوننا هو تمسكهم بعقيدتهم حتى و لو كانت عقيدة غير صحيحة. فاليهود مثلا يفعلون كل ما يفعلون عن عقيدة. و كذلك الرئيس الأمريكى جورج بوش يظن أنه المفوض من الله بفعل ما يفعل.

ترك العقيدة يفقد الإنسان الهدف من الحياة.

لقد أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة فى غيره أذله الله.
العجيب أننا نخجل من أننا مسلمين بأفعالنا على عكس ما ندعيه من فخر بهذا الدين بألسنتنا.

الدين الإسلامى منظومة متكاملة لمن أراد أن يستفيد منها وجب عليه الأخذ بكل ما فيها. أما أن يأخذ جزءا و يترك أجزاء فلن يدرك مدى إحكام و دقة هذا الدين العظيم. و أضرب مثلا للتوضيح هل يصلح أن تأتى بأى جزء من سيارة مرسيدس و تقوم بتركيبه على سيارة لادا مثلا؟ بالطبع لا على الرغم من إجماعنا على تفوق المرسيدس و لكن لو أخذت منها باب فقط لتركيبه على اللادا فإنه لن يصلح و إذا أصررت على تركيبه أفسدت الباب و السيارة. أليس كذلك؟



ثالثا
الإنتماء للوطن مصر

طبعا منهم لله من أفقدونا إنتمائنا لمصر و منهم لله أن جعلوا كلمة مصرى سبة. و أصبحنا الأقل احتراما بين الجنسيات الأخرى



رابعا
دمائنا الشرقية

نحن شرقيون لنا طباعنا و مشاعرنا و حضارتنا و لا نستطيع التملص منها. فدماؤنا حارة. لنا أعرافنا التى تناسبنا و لا نستطيع التأقلم على غيرها.
بغض النظر عن الدين كلنا كذلك مسلمين و مسيحيين و كل من يعيش على هذه الأرض أيا كنت دياناتهم هى صفات تميز سكان هذه المنطقة



بعد هذه المقدمة أظنكم بدأتم تتوقعوا ما سأتكلم عنه.

هذه الأيام أصبحنا رافضين لهويتنا و نشعر بالخجل من كل مفردات هويتنا فكما قلت نحن نضع المتلفظ بكلمات أجنبية فى مقام أعلى و أصبحنا ننظر إلى كل ما ننتمى إليه على أنه الأقل و الأدنى.
أ لهذا الحد احتقرنا أنفسنا؟
أ لهذا الحد كرهنا أنفسنا؟
أ لهذا الحد فقدنا احترامنا لذاتنا؟

نحن لا نريد أن نكون أنفسنا
و لن نستطيع أن نكون غير أنفسنا
فمن نحن الآن؟
و ما نحن الآن؟

ما يحدث هو أننا نتظاهر بأننا غربيين و ساعة الجد تجد المارد الشرقى قفز

نحن دائما فى صراع بين أصلنا الداخلى و ما نتظاهر به.
مما أدى إلى خلل فى المجتمع أصبح الواحد منا لا يعرف كيف يُقًيِّم من يريد أن يرتبط بها هل يأخذ بالمقاييس الأصيلة فيتهم بالتخلف أم يأخذ بالمقاييس الوضيعة التى صدرت لنا فيعانى من الانحراف؟

للعلم إن ما يظهروه لنا فى أفلامهم من حرية بلا قيم إنما هو خدعة يدمروننا بها و لا تجد هذا الانحراف إلا فى العواصم و المدن الكبرى. أما إذا ذهبت إلى القرى و المدن الصغيرة وجدت القيم كلها فى بلاد الغرب. فهم يحرصون على الشرف و متماسكون لديهم نخوة و شهامة و ترابط أسرى و احترام للكبير. فالقيم هى القيم. و هم يعمدون إلى تصدير الإنحراف و الإنحطاط لنا حتى يحولونا إلى مسوخ فلا يعلم الواحد منا من هو نفسه.

لهذا تجد الشاب لا يتزوج هربا من هذا الصراع الداخلى فهو لا يستطيع أن يناقد داخله و يجارى الأكاذيب التى أضطر لإظهارها.
فنحن عندما نتحدث عن الأصالة نصفها بصفات قبيحة كأن نقول على الرجل الحريص على شرفه أنه متخلف و رجعى أما الرجل فاقد الرجولة و النخوة نمدحه و نسميه عصرى و متحضر، أهكذا عكسنا المسميات؟ وصفنا القبح بالجمال و وصفنا الحق باطلا؟

قولوا لى بالله عليكم أى زواج يمكن أن يتم فى كل هذا الضلال؟ إلا زواجا ضالا أيضا.

يجب أن نعالج هذا المرض
يجب أن نتصالح مع أنفسنا و ذاتنا و هويتنا أولا
يجب أن نفخر بهويتنا و ديننا و ثقافتنا و لغتنا و أعرافنا
فأعرافنا تناسبنا و لا نستقر إلا بها

عندئذ سيسهل اختيار العروسة و العريس فكلنا نسيج واحد و متفقون على هوية واحدة و إعتزازنا بهويتنا سيرفع من شأننا.

6 comments:

أحمد منتصر said...

صح يا دكتور عناصر فقدان الهوية بتاعتنا إنت ضبطتها تمام

لكن أنا حسيت مؤخرا إنك بترفض العلمانية تماما يعني بتدعو للمرجعية الدينية وبس

ما عن العلمانية هي الأنسب لواقعنا خاصة وللعصر عامة

عموما المقالة حلوة وبانتظار المزيد :)

Dr. Kafy said...

أشكرك يا أحمد منتصر
موضوع العلمانية مش فى دماغى
و بعدين أكيد لى مرجعية دينية أمال يعنى أناقض كلامى مش الدين من مكونات الهوية؟

IIOrganzAII said...

أحييك اخي على مدونتك الاكثر من رائعة
والمتميزة بالفكر والنقاش
وادعو الله ان يفرجها عالجميع
والناس تبدا تفكر صح

تمنياتي لك بالتوفيق والتميز

تقبل مروري الخفيف

Unknown said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور كافي احييك على مدونتك ويبدو انها ستكون المدونه رقم واحد عندي بالمفضله حضرتك بالمدونه خصصتها لموضوع هاااام وحيوي هو بالحقيقة قضيتي الاولى في هذه الحياة العنوسة التي تناولتها ومشاكل الزواج انا اكتب لك اجلالا ان وجدت احد يمكن ان يفهم حواري الدائم والمفهوم الاعمق للعنوسة انا كتبت موضوع واحد عن العنو سة بمدونتي (أفكار) هو موضوع شامل جامع انزل به للمناقشات وفتح باب الحوار بالمنتديات وباي ملتقى ولكن الفجوه التي كثيرا ماالاقيها من عموم البشر بكل الاقطار العربية كبيرة وان كان هناك من يتفهم
اتمنى يكون هناك تواصل اكبر وتزور مدونتي المتواضعه وخاصة ذلك الموضوع العنوسة قضية هااامة جدا بمفهوم اشمل واعمق

دكتور احييك بشدة

ودمت بكل خير
معك / ماجدة

Unknown said...

دكتور كافي
اكتب لك باخر موضوع وانا اقرا بموضوعات مدونتك من البداية بتسلسل الموضوعات الاقدم فالاحدث ارجو من الله ان تقرا ردي فانا شديدة الاعجاب بالمحتوى الفكري الذي تطرحة ولاول مرة اجد من يقول نص مااقول واعبر عنه وادعو له طيلة الوقت
فعلا انت بهرتني بفكرك الناضج الواعي
احييك فعلا ومدونتك قيمة جدا
وموضوع الزواج والمساواة بين الرجل والمراة والذي تطرحه بمدونتك كاني اقرا افكاري انا او ماجف فسه حلقي ولااجد من يفهم قدر مااجد من يجادل مدونتك من القيمة بمكان اني اضعها المدونة رقم واحد بل الوحيدة عندي الجديرة بالاهتماما والقراءة احييك بشدة مرة اخرى ولن انقطع باذن الرحمن عن مواصلة القراءة بمدونتك مادام في نبض بالحياة باذن الله

دمت اخي بكل الود

معك / ماجدة

Dr. Kafy said...

Wisper
======
انا تشرفت بمرورك
و يا ريت أكون عند حسن ظنك



ماجدة حبيب
==========
لا أجد ما أقوله ردا على كلماتك الجميلة و أشكرك لإضافة مدونتى إلى المفضلة
و أنا سعيد أن أجد من يشاركنى أفكارى و سوف أقرأ مدونتك و ستعلمين بمرورى إن شاء الله